Test Footer 2

2011/04/07

حرب الا فكار

حانت الانتخابات الرئاسية...
لا ليست الانتخابات
الرئاسية في البلد، ولكنها
الانتخابات الرئاسية في
العقل، تلك التي تجرى
بشكل دوري في العقل لتحدد
من يحكمه!!
امتلأت شوارع العقل بالدعاية،
على الأرصفة والجدران وفي
الطوابق التي تسكنها
الأفكار، فالدعاية تملأ كل
مكان ترفع صوراً لكبار
المفكرين وعلماء الدين
والمشايخ، قررت الاقتراب من
كل مجموعة من الأفكار التي
وقفت متحزبة لأحد المرشحين
تروج له، فهذه مجموعة ترفع
صورة مفكر وتقول: "نحن
نثق فيما يقوله المفكر
عتريس"، وهذه مجموعة أخرى
تقول: "بل نثق في كلام هذا
الشيخ".. وأشاروا إلى صورته
قائلين: "هل يُعقل أن يضرنا
الشيخ؟! وما مصلحته في
ذلك؟"!
أخذتُ أهرول في الشوارع...
أفتش في مجموعات الأفكار
التي يلتف كل منها حول
صورة... سألتهم بعصبية..
أين صورته؟؟... أين
صورته؟؟.. حتى كادت
تنتابني حالة هيستيرية...
غادرتُ عقله سريعاً والقلق
يتملكني... لطالما سمعته
يردد نفس العبارات حين
أسأله عن رأيه في أمر، فيرد
علي بأنه سينظر ماذا يفعل
المفكر فلان، لأنه من أهل
التخصص ويفهم أكثر، ولذلك
سيأخذ برأيه أياً كان، أو يقول
هذا الشيخ بالتأكيد لن
يضرني لذلك سأنزل على
خياره... فقط لأن الشيخ لن
يضره، وليس لأنه مقتنع أو
مستوعب لما يقول!! وهكذا كان
يترك الآخرين يحكمون عقله،
وبالتالي يتخذون قراراته
نيابة عنه.
أعلم أن التفكير أحياناً مرهق،
وأن مخالفة من نثق بهم في
الرأي أمر قد يُشعر بالوحدة،
لكن هذه المجاهدة للعقل،
وتَحَمُّل آلام التفكير يعد جزءاً
من ثمن الكرامة الإنسانية
والحرية والمسئولية التي
تقع علينا فرادى..
سألته بأسى: كيف اخترت أن
تبيع عقلك الذي أعطاه الله
لك أنت... وأنت وحدك؟؟!! يا
للخيانة المرة!! إنني متأكد
من أهمية سؤال أهل العلم
والخبرة، فالسؤال أداة من أدوات
العقل ليتخذ القرار، لكنك
الوحيد الذي يجب أن يتخذ
القرار حتى ولو خالف آراء كل
من تثق فيهم. لأنك تعلن
دائماً أنك تملك السيادة
الكاملة على كل شبر في
عقلك... وأنك وحدك سيده!!
أخبرته بالكارثة التي عاينت،
لم أجد صورته، رُفعت كل
الصور إلا صورته، وسمعت
هتافات بكل الأسماء إلا اسمه،
لم يكن مرشحاً للرئاسة، هل
هذا تواضع أم هوان؟! اختار راحة
العقل فأصبحت رأسه كرة
يركلها الآخرون ويوجهونها حيث
يريدون..
كَوْنُ وجهك مستقِراً على
رقبتك لا يعني أنه ملكك، إنْ
كان كل مار يصفعه كيفما
شاء، أطرح السؤال على نفسي
وعليكم... هل ستفوز؟ لو
رشحت نفسك لرئاسة
عقلك؟؟ أم أن أفكار عقلك
اعتادت أن يحكمها الأجنبي؟!
أخشى أن تكون الإجابة.. نعم
سأرشح نفسي... وأفوز...
لكنني لن أجدد.. سأبقى لدورة
واحدة فقط!!

ليست هناك تعليقات:

cc

رخصة المشاع الابداعي
egyptianfree.blogspot.com by blogger هو المرخص لها بموجب المشاع الإبداعي نسب المصنف 3.0 الاصلية الترخيص .

c

c

http://paper.li/A7med_El_Sayed